هل الوعي هو مفتاح السعادة؟

إنَّ الوعي مجرَّد كلمة بالنسبة إلى كثيرين، ولكن بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين تعمقوا فيه حقاً هو وسيلة لإنشاء عالم جميل.



وفقاً لشركة ميريام وبستر للقواميس (Merriam-Webster) فإنَّ تعريف الوعي هو "حالةُ إدراك شيءٍ ما، غالباً يقبع في داخلنا"، ولا بدَّ أنَّك تريد عيش هذه التجربة؛ فكل من التفكير والشعور هما أساسا وجود الفرد.

في معظم المواقف التي نعيشها في العالم المادي فإنَّ التفكير يبتكر العجائب، وبالمثل توجد مواقف يمنحك فيها الشعور التجربة الأفضل، وأفضل دليل هو فترات العطلة التي لا تحتاج فيها إلى التفكير، ولكن تكمن المشكلة في أنَّك إمَّا أن تُكثِر التفكير وتهمل أهمية الشعور، أو أن تُغلِّب عاطفتك على تفكيرك، وسوف يغلب أحد المكونين دائماً على الآخر، وللأسف سوف تكون خاسراً في كلتا الحالتين.

السيناريو الأول:

عندما تُكثر التفكير وتهمل الشعور فإنَّك عندها تحت تأثير العقل الباطن، فيؤدي ذلك إلى المبالغة في التفكير، ويُسبب التوتر، ويجذب السلبية من العالم المحيط بك؛ ممَّا يسبب تراجع عنصر الشعور؛ لكنَّ العواقب أسوأ بَعد؛ فعندما يتراجع الشعور فإنَّك تغفل الهدف الأساسي للحياة، وهو أن تكون سعيداً؛ ففي حالات الاكتئاب الشديدة يتوقف المسكين المصاب به عن الشعور على الإطلاق، ولكن لا يمكن للتفكير أن يخلق السعادة؛ لأنَّها شعور؛ لذلك عليك أن تحيي شعورك.

السيناريو الثاني:

عندما تُغلِّب العاطفة على العقل فإنَّك تخشى أن تتحدى مخاوفك وتخرج من منطقة راحتك، وسوف تصبح قانعاً بحياتك المتواضعة وتعيش في قوقعة، وفي هذا العالم المادي لا يمكن للعقل الذي يتحمل مسؤولية التفكير أن يفقد قيمته هكذا؛ فهذا السيناريو يعوق نموك المهني بشكل خطير، ومن ثمَّ فإنَّ التوازن بين "التفكير والشعور" هو مفتاح الحياة السعيدة والناجحة.

إقرأ أيضاً: كيف نصل إلى مشاعر الرضا والسعادة في الحياة

لكن لمَ لا تستطيع الحفاظ على هذا التوازن؟

ذلك لأنَّ الظروف تتحكم بأفكارك ومشاعرك، والحقيقة المرة هي أنَّك أصبحت عبداً للظروف، إنَّك تستسلم بسهولةٍ للظروف غير المواتية وتلوم القدر، ولكن على الرَّغم من أنَّ القدر يؤدي دوراً في ظروف حياتك إلَّا أنَّ كيفية استجابتك لها هي خيارك أنت وحدك.

لماذا يعدُّ الوعي الحالة الأروع؟

لأنَّه الحالة التي تجعل التفكير والشعور خيارك، وتدع كلا المكونين يكملان بعضهما، عندها لن تبقى عبداً للظروف؛ بل ستصبح حياتك رهناً لاختياراتك.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتبدأ نهارك وأنت في قمة السعادة

حان الوقت للتحلي بالوعي:

إنَّ الوعي هو الحالة التي لا تفعل فيها ما تريد فقط؛ بل تشعر وتُحب كل ما تفعله أيضاً، إنَّها الحالة التي تشعر فيها بأنَّ كل لحظةٍ تعيشها هي نعمةٌ لك، فيمكنك تحرير نفسك والاستمتاع باللحظة، هي الحالة التي تكون فيها على دراية بما تشعر وتفكر به وما يحدث في العالم من حولك في وقت واحد.

يمكنك بلوغ هذه الحالة عندما:

  1. لا تراقب فحوى أفكارك فحسب؛ بل تتحكم أيضاً بتواترها.
  2. لا تشعر فقط بالعواطف الإيجابية؛ بل ترفض أيضاً المشاعر السلبية.

عندما تفعل ذلك سوف تحدد وجهتك وطريق الوصول إليها، إنَّ الوعي هو ذروة الحياة التي تبقيك سعيداً حتى لو كنت جائعاً.

يبقى السؤال هو: كيف نصل إلى تلك الحالة؟

إنَّ أفضل وسيلة لبلوغ حالة الوعي هي التأمل؛ فإذا مارست التأمل ستبلغ الوعي دون أدنى شك.

إقرأ أيضاً: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة

في الختام:

وحده الوعي قادرٌ على إحياء السعادة التي فقدتها، التي تحولت للأسف إلى حزن، فيقول الكاتب ويليام آرثر وارد (William Arthur Ward): "تنبع السعادة من داخلك"، ولا بدَّ أنَّك تريد أن تشعر كأنَّك طفلٌ مرةً أخرى.




مقالات مرتبطة